هدأت الاشتباكات بين محتجين والشرطة في مصر في الساعات الاولى من صباح السبت مع لجوء النشطاء لدراسة سبل بناء زخم في حملتهم للاطاحة بالمجلس العسكري.

وقتل ستة اشخاص في القاهرة والسويس في اشتباكات شوارع بين افراد من الشرطة والاف المحتجين الشبان الغاضبين لوفاة 74 شخصا في مباراة لكرة القدم مساء الاربعاء في أسوأ كارثة كروية شهدتها مصر.

وألقى العديد باللوم في وقوع الوفيات بمدينة بورسعيد الساحلية على الحكومة وقال البعض انها محاولة متعمدة من الموالين للرئيس المخلوع حسني مبارك لنشر الفوضى في البلاد.

وصب المشجعون غضبهم على وزارة الداخلية الواقعة بوسط القاهرة وانضم اليهم مجموعات من شباب الثورة لمهاجمة قوات الامن التي دافعت عن الوزارة باطلاق قنابل غاز مسيل للدموع واستخدمت الهراوات وطلقات الخرطوش.

وقال بعض الشبان المحتجين انهم لا يهدفون لاجتياح الوزارة وانما استفزاز السلطات للقيام برد فعل يشجع مزيدا من الناس للانضمام اليهم.

وقال محمد فهمي وهو احد الثوار ويتبنى افكارا اشتراكية ان اغلب المصريين لا يرغبون في الاحتجاج او التظاهر موضحا انهم يعملون على تحفيزهم وان ذلك سيحدث بالتدريج.

وقال احمد شعبان (25 عاما) "نريد رحيل الجيش واعادة هيكلة وزارة الداخلية. سنظل هنا حتى يحدث ذلك."

ووصل شاب اخر يحمل صندوقا به اقنعة من الغاز والتقط مجموعة من رفاقه اقنعة وتوجهوا لشارع غطاه دخان الغاز.

والى الامام باتجاه مبنى الوزارة اصطفت شاحنات تابعة للشرطة ومئات من افراد الامن وضباط الجيش.

وقال مصدر بالوزارة "ان قوات وزارة الداخلية تتعامل مع الموقف ولم يتم نشر الجيش بعد."

وقال مصدر امني انه تم ابلاغ قوات من الجيش بأن تكون مستعدة للانتشار في وقت لاحق السبت لحماية مبان حكومية ولكن لم تصدر بعد مثل هذه الاوامر.

وفي السويس دافعت الشرطة عن مبنى مديرية امن السويس ومجمع تابع لوزارة العدل باستخدام الاسلاك الشائكة وقنابل الغاز. وقال طبيب في مشرحة انها استقبلت جثتين لمحتجين اثنين قتلا بالرصاص الحي.

وابلغ مسعفون وشهود عيان عن وفاة اربعة في السويس واثنين في القاهرة احدهما ضابط بالجيش.

وسمع مراسل لرويترز في العاصمة اطلاق نار وشاهد اثار طلق ناري على الارض.

وسد المئات من المحتجين الشوارع قرب مبنى المديرية في الاسكندرية مساء الجمعة.

وقال مسؤولون ان الف شخص على الاقل اصيبوا في بورسعيد يوم الاربعاء عندما غزت جماهير الملعب عقب فوز النادي المصري على الاهلي.

وقال شهود عيان ان اغلب المتوفين سحقوا في تدافع باتجاه مخارج الاستاد.

واستغرب المشجعون سماح السلطات باستمرار المباراة رغم قيام مشجعي الفريق المنافس بالقاء الحجارة واطلاق الالعاب النارية رغم تواجد ضعيف للشرطة.

وزادت الكارثة من الانتقادات الموجهة للمجلس العسكري الذي يحكم مصر منذ تنحي مبارك قبل نحو عام. ويعتبر منتقدون الحكام العسكريين جزءا من نظام مبارك وعقبة امام التغيير.

ويقدم المجلس نفسه في المقابل على أنه حامي ثورة 25 يناير ووعد بتسليم السلطة الى رئيس منتخب بحلول نهاية يونيو حزيران.