في الوقت الذي كان فيه سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون يُجري مباحثات مع ملك اسبانيا خوان كارلوس، ومع وزير خارجيته خوسي مانويل غارثيا مارغايو بمدريد، كانت مدينة اسبانية أخرى وهي اشبيلية تحتضن ندوة لما يُسمى التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي، حضرها المآت من مختلف الدول الأوروبية، وتميزت الندوة المذكورة بكلمة ألقاها محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، طالب فيها حسب ما أوردته "الخبر" الجزائرية دول الاتحاد الأوروبي إلى بما قال عنه عدم مناقضة نفسها، وأن تدافع عن حقوق الإنسان في الصحراء "الغربية" بنفس الحزم الذي تتعامل به في ملف حقوق الإنسان في مناطق أخرى من العالم، مشيدا في الكلمة نفسها بخطوة البرلمان الأوروبي الذي أوقف اتفاقية الصيد البحري مع المغرب.

وعلى هامش الندوة المذكورة قال رئيس التنسيقية الأوربية لدعم "الشعب الصحراوي" إن البرلمان الأوروبي سيستدعي كريستوفر روس المبعوث الأممي إلى الصحراء إلى البرلمان لشرح وضع "القضية الصحراوية" والتقدم الحاصل فيها.

ندوة اشبيلية الداعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية، تأتي في سياق حركية دشنتها الديبلوماسية المغربية والاسبانية مباشرة بعد تعيين الحكومة الجديدة في المغرب، زار خلالها رئيس الوزراء الاسباني راخوي المغرب كأول بلد تطؤه قدماه بعد توليه منصبه الجديد، وزيارة سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة عبد الإله بنكيران يوم الجمعة 3 فبراير الجاري لاسبانيا، ما يطرح تساؤلات حول حقيقة الموقف الاسباني من قضية الصحراء، وتطابقه مع ما يتم التعبير عنه رسميا من قِبل المسؤولين الإسبان حول تمثين العلاقات مع المغرب، وعن حدود المغرب الذي تقصده الجارة الشمالية، ويطرح تساؤلات أيضا حول مدى إدراك الحكومة الجديدة في المغرب لأصول اللعبة الديبلوماسية كما تتقنها اسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية.