ارتفعت أخيرا أصوات جزائرية تطالب بتدخل سريع للجيش من أجل حسم "الفراغ" السياسي الذي بات يهدد البلاد، عقب تأخر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في العودة إلى مزاولة مهامه الرئاسية جراء "وجوده حاليا في فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي بفرنسا "لتعزيز التطور الإيجابي" لحالته الصحية، وهو التبرير الذي أوردته اليوم نشرة صادرة عن رئاسة الجمهورية وحذر محمد مشاطي، أحد قادة حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، من خطورة الفراغ الرئاسي الذي يهدد استقرار البلاد، مطالبا الجيش بـ"التحرك سريعا" لحل هذه الأزمة الناجمة عن غياب الرئيس بوتفليقة في فرنسا للعلاج منذ أكثر من شهر ونصف.

 

ودعا مشاطي إلى "عزل بوتفليقة من الحكم" مخاطبا إياه بالقول: "أنتم الذين اخترتم وفرضتم هذا الرجل "بوتفليقة"، وأعلنتموه فائزا في الانتخابات ثم أعدتم انتخابه..اليوم وهذا الرئيس مريض، الدولة بأكملها متأثرة بذلك، وهذه نتائج تصرفات دكتاتورية ومستبدة لسلطته" وحث القائد العسكري السابق، في رسالته المنشورة باللغة الفرنسية في صحيفة "لوسوار دالجيري"، الجيش الجزائري على التحرك سريعا لما عُرف عنهم من شجاعة ووطنية"، مضيفا بأن هذا التحرك "يتعلق ببقاء بلدنا، وسيكون الجزائريون ممتنين لكم" على حد تعبير مشاطي.

 

وفي سياق ذي صلة كشف محمد شفيق مصباح، وهو ضابط سابق في المخابرات الجزائرية، في حوار مع جريدة "ليبرتي" بالفرنسية، بأن قادة المؤسسة العسكرية الكبار يفكرون في تنظيم انتخابات لاختيار مجلس تأسيسي على الطريقة التونسية، تشارك فيه جميع الأحزاب السياسية وأشار مصباح إلى أن التفكير ينصب نحو تعيين الرئيس السابق ليامين زروال رئيسا لهذا المجلس لمدة سنتين، أي حتى 2016، ثم الشروع في انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة، مشددا على أنه يتعين على الجيش إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الحالية، باعتبار أن "عصر الانقلابات العسكرية في الجزائر قد مضى" وجدير بالذكر أن الرئيس الجزائري يوجد في فرنسا منذ 27 أبريل المنصرم، للعلاج من جلطة دماغية تم وصفها حينها بالعابرة، غير أنه مكث هناك أزيد من شهر ونصف دون أن تظهر له أية صورة في وسائل الإعلام، الشيء الذي أفضى إلى تضارب في الآراء والمواقف إزاء الوضعية الحقيقية الصحية للرئيس المريض.