جدد الرئيس المصري محمد مرسي احترامه للقضاء، وقال إن الحفاظ عليه مستقلاً أحد أهم أهداف رئيس الجمهورية، ووصف مرسي في حوار مع صحيفة "الأهرام" الحديث عن انتخابات رئاسية مبكرة بالأمر "العبثي"، وقال إن انتخابات حرة ونزيهة أُجريت.

 

وقال: "نحن دولة فيها دستور وقانون، وأجرينا انتخابات حرة ونزيهة، والحديث عن انتخابات رئاسية مبكرة أمر عبثي وغير مشروع، فهذا مخالف للقانون والدستور والعرف والإرادة الشعبية" وحول دعوات للتظاهر في الـ30 من يونيو/حزيران الجاري، قال إن التعبير عن الرأي، والعمل السلمي، والحرية الكاملة للجميع، وإعلاء الصوت بالرأي الآخر، وتقديم النصح والمشورة، أمر لا يقلقه بل على العكس يسعده، أما الخروج على القانون أو استخدام العنف أو الترويج له، فلن يقبل ولن يسمح به.

 

الوضع الأمني بسيناء

 

وفيما يتعلق بالوضع الأمني في سيناء فقال مرسي إن الوجود الأمني المكثف في سيناء يستهدف ضمان أمن أهلها، وإن عدم الإعلان عن التحقيقات بشأن الجرائم الأخيرة يتمحور حول قضايا تتعلق بالأمن القومي وقال الرئيس "إن عدم إعلان التحقيقات لا يعني أنه لا توجد شفافية، وعندما تكتمل التحقيقات نعلن تفاصيلها، والقضية الأخيرة كلما وصلنا إلى شيء يتم الإعلان عنه، حتى لا نظلم أحداً، أو يؤخذ أحد بجريرة آخر، وإن الإعلان عن التفاصيل أثناء التحقيقات يضر ولا ينفع، فالدولة المصرية كبيرة" وبشأن قضية التمويل الأجنبي، قال مرسي إن القضية قديمة وتمت وقائعها وأبعادها قبل انتخابات الرئاسة، وإن القضاء أخذ مجراه.

 

لا مساس بقطرة واحدة من مياه النيل

 

وفيما يتعلق بأزمة "سد النهضة" الإثيوبي فأكد مرسي أن موقف بلاده ينطلق من عدم المساس بقطرة واحدة من مياه النيل وأضاف: "إننا حريصون على ألا تمس قطرة واحدة من مياه النيل، واستراتيجية التعامل هي التواصل مع إثيوبيا حكومة وشعباً لكي نمنع أي ضرر حتى على الشعب السوداني الشقيق، وهذا القدر من الحرص يجعلنا نستخدم في ذلك كل الوسائل والسبل سواء مع إثيوبيا والسودان، أو مع باقي دول حوض النيل".

 

وقال: "موقفنا ينطلق من عدم المساس بحصة مصر، ومنع الضرر كاملاً، والحوار يدور الآن حول تفاصيل كثيرة، فالمعلومات الواردة منهم ليست كافية، ونحن نتحدث عن شعب صديق، المفترض أن يحرص على مصلحة مصر، كما تحرص مصر على مصلحته".

 

الأزمة السورية والقضية الفلسطينية

 

ونفى الرئيس المصري أي تغيير في موقف بلاده تجاه الأزمة السورية، وقال نحن أكثر إصراراً على تغيير هذا النظام بعد ارتكابه الكثير من الجرائم، مضيفًا: "لابد أن يحصل الشعب هناك على حقه كاملاً، ويمتلك إرادته كاملة أيضاً" أما عن علاقات مصر الخارجية، فأضاف الرئيس: "نحن نتحرك في السياسة الخارجية انطلاقاً من ثلاث قواعد أساسية هي: التوازن، والندية، وتحقيق المصلحة المتبادلة" أما عن القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل، فقد أكد مرسي أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى عقل الشعب المصري ووجدانه، ونحن لا نتخذ قرارات بالنيابة عنهم، وإنما هم يقررون ونحن ندعمهم، سواء في المحافل الدولية، أو بفتح الحدود، وندعم أيضاً حكومتهم في رام الله، ونرعى مصالحهم، فقضيتهم بالنسبة لنا محورية.

 

العلاقات المصرية الأميركية

 

وبالنسبة للعلاقات مع الولايات المتحدة، ومدى التدخل الأميركي في صناعة القرار المصري، قال الرئيس، إن الولايات المتحدة دولة كبيرة، ولها معايير السياسة الخارجية المصرية نفسها، ونحن حريصون على العلاقة الجيدة معها.

 

وتابع: "قد لا نكون متطابقين في الرأي في بعض القضايا مثل السلام في الشرق الأوسط، إلا أنني أراهم يحترمون إرادة الشعب المصري، ويتعاملون مع القيادة المصرية على أنها نتاج الديمقراطية، فلا يوجد تدخل من أي نوع" كما أكد الرئيس أن زيارته لأميركا مسألة ترتيب ليس أكثر، موضحاً: "كانوا منشغلين حتى نهاية العام الماضي بالانتخابات الرئاسية، ولكن ليس هناك ما يمنع الآن من القيام بزيارة."