يقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة رسمية إلى المغرب في بداية الأسبوع الأول من شهر يونيو، وفق البيان الذي أورده موقع رئاسة مجلس الوزراء التركي على الانترنت، وذكر فيه أن أردوغان سيزور 3 بلدان مغاربية في الفترة بين 3 و6 يونيو ولمعرفة خلفيات ومرامي زيارة أردوغان للمغرب، وهي الزيارة الثانية له للبلاد بعد التي قام بها عام 2005، قال الدكتور إدريس بوانو، الخبير في الشأن التركي، الذي أكد بأن هذه الزيارة تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للبلدين، انطلاقا من الروابط الحضارية والتاريخية والثقافية والاقتصادية التي تجمع بين البلدين.

 

وأورد بوانو بأن زيارة أردوغان للرباط ستزيد من تمتين العلاقة بين البلدين، كما ستكون مناسبة لتعميق التشاور في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، فالبلدان يكتسبان بمصداقية كبيرة لدى المنتظم الدولي، لكونهما يتمتعان باستقرار سياسي ومناخ ديمقراطي، وأيضا بدينامية اقتصادية وتنمية اجتماعية وبخصوص أهداف زيارة رئيس الحكومة التركية، قال بوانو إنها تحمل في أجندتها عدة أهداف؛ فعلى المستوى السياسي دعم المسار الإصلاحي الذي سلكه المغرب، والمتمثل في إحداث التغيير والإصلاح من داخل الاستقرار، وهو نفس النهج الذي سلكته تركيا في العشرية الأخيرة فيما يعرف بالثورة الصامتة التي قادها حزب العدالة والتنمية التركي، وأدت إلى المكانة التي تبوأتها اليوم على الصعيد الإقليمي والدولي.

 

وتابع بوانو بأنه على الصعيد الاقتصادي، هناك أهداف اقتصادية ضمن أجندة الزيارة الرسمية، والدليل حجم الوفد المرافق للسيد طيب أردوغان في زيارته الرسمية الثانية للمغرب، فهناك حوالي 300 رجل أعمال من الصناع والتجار ومسؤولي كبار الشركات والمصانع التركية واسترسل المتخصص بأنه على صعيد هذا المستوى هناك طموح لدى مسؤولي البلدين إلى تطوير حجم التبادل التجاري، فقد انتقل حجم التبادل التجاري من 500 مليون دولار خلال سنة 2006 إلى أكثر من مليار خلال سنة 2011 ، غير أن رغبة البلدين تكمن في رفع هذا الرقم ليصل إلى خمسة مليارات دولار في السنوات القليلة المقبلة.

 

وزاد بوانو متابعا "هناك طموح لتعديل كفة الميزان التجاري بين البلدين، فهي لحد الآن لصالح الدولة التركية، لكن أتوقع خلال اجتماع المسؤولين أن يتم البحث في سبل تصحيح هذا الاختلال من خلال مقترحات، لعل من أبرزها جعل المغرب منصة صناعية كبرى لفائدة المصانع والشركات التركية نحو إفريقيا وباقي دول العالم، بدل أن يكون المغرب فقط سوقا للسلع التركية، باعتبار أن المغرب يملك مؤهلات جد هامة ستساهم لا محال في تحقيق هذا الغرض، وبالتالي سيعم الرفاه والازدهار كلا البلدين" على حد تعبير بوانو .