أعلنت الولايات المتحدة عن تأييدها لقرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، في حين اعتبرته دمشق معرقلا للتسوية السلمية، وانتقدته موسكو واعتبرته صبا للزيت على النار، كما لوّحت بأنها لن تتراجع عن تسليم صواريخ أس 300 لنظام بشار الأسد وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في الطائرة الرئاسية التي كانت تقلُّ الرئيس باراك أوباما إلى نيو جرسي، إن الولايات المتحدة ترحب بقرار الاتحاد الأوروبي.

من جهته قال باتريك فنتريل نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية إنه رغم أن القرار يعود في النهاية إلى الاتحاد الأوروبي، فإن بلاده تدعم تخفيف الحظر على الأسلحة كجزء من جهود المجتمع الدولي لإظهار دعمه الكامل للمعارضة السورية
وأضاف فنتريل أن هذا الأمر يمنح الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ليونة لمساعدة المعارضة كما يرون، مكررا أن بلاده تعطي الأولوية حاليا لـ"مساعدة غير قاتلة" للمقاتلين السوريين المعارضين.

 

في المقابل أكدت دمشق الثلاثاء أن القرار الأوروبي برفع الحظر على الأسلحة للمعارضين السوريين يعرقل جهود التسوية السياسية واتهمت الخارجية السورية في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)  الاتحاد الأوروبي بدعم وتشجيع من وصفتهم بالإرهابيين عبر تزويدهم السلاح في خرق واضح للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة.

 من جهته، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية الثلاثاء إن روسيا  لن تلغي خططا لتزويد سوريا بنظام للدفاع الجوي رغم معارضة الغرب، لأن ذلك سيساعد على ردع من وصفهم بالمتهورين الذين يعتزمون التدخل في الصراع السوري المستمر منذ عامين واتهم ريابكوف الاتحاد الأوروبي أيضا بـ"صب الزيت على النار" بعد قراره عدم تجديد حظر السلاح الذي كان يفرضه على المعارضة السورية.

 

 وقال ريابكوف في مؤتمر صحفي إن بلاده تعتقد أن تسليم هذه الشحنة عامل مساعد على الاستقرار، وأن مثل هذه الخطوات ستمنع بطرق عديدة بعض المتهورين من استكشاف سيناريوهات يمكن أن تعطي هذا الصراع طابعا دوليا بمشاركة قوات من الخارج وزادت تصريحات المسؤول الروسي الكبير تحدي روسيا للولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل بشأن صفقة بيع أنظمة صواريخ أس300 عالية الدقة لحكومة الأسد.

وأضاف المتحدث أن بلاده كانت واضحة ومباشرة جدا مع الحكومة الروسية في هذا الصدد، وذلك غداة اجتماع في باريس بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن إسرائيل تعتبر سعي روسيا لتزويد دمشق بمنظومة الصواريخ أس 300 تهديدا لها، وإنها تعرف ما ستفعله في حال وصول تلك الشحنة.

 

وقال يعلون في مؤتمر صحفي قرب تل أبيب الثلاثاء "يمكنني أن أقول إن الشحنات ليست في طريقها بعد، أتمنى ألا تتحرك ولكن إذا وصلت سوريا فسنعلم ماذا نفعل" وقال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن صواريخ أس300 قادرة على الوصول إلى عمق إسرائيل وتهديد الرحلات الجوية فوق مطارها التجاري الرئيسي قرب تل أبيب.

 

وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع في إسطنبول اعتبر أن قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليم السلاح للمعارضة السورية المسلحة قرار "غير كاف" ويأتي "متأخرا جدا"، مؤكدا في نفس الوقت أن القرار "خطوة إيجابية" أما الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية للجيش السوري الحر العقيد قاسم سعد الدين، فقال في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من لبنان "نبارك هذه الخطوة ونأمل لو أنها اتخذت سابقا. نتمنى أن ينفذ القرار فعليا وليس مجرد أقوال".