يؤكد وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس القلق المتنامي وسط الطبقة السياسية المعتدلة من التهميش الذي يتعرض له المهاجرون المسلمون خلال هذه الأزمة الاقتصادية الحالية والرفض المتنامي الذي يتعرض له الإسلام. ويضيف الخبراء أن ظاهرة ما يسمى "الذئب الوحيد" أي قيام شخص وحيد بعملية إرهابية لوحده سيزيد من هذه الظاهرة السلبية وسيعزز من قوة الحركات العنصرية والمتطرفة.

 

وفي حوار مع جريدة الباييس أمس الأحد حول الهجرة في فرنسا ومجموع أوروبا. شدد مانويل فالس على طبيعة فرنسا كدولة حاضنة للهجرة المتنوعة منذ عقود وسياسة إدماج المهاجرين، متعهدا بالعمل على وضع آليات جديدة للمساعدة في الإدماج. واستبعد سياسة التسوية القانونية لكل المهاجرين لأنه لا تجدي ولكنه يراهن على تطوير مسلسل منح الجنسية لأنها خير وسيلة للإدماج السهل وتجاوز العراقيل.

 

وحذّر هذا الوزير الذي ينحذر من عائلة اسبانية مهاجرة من غياب إجماع سياسي حول موضوع الهجرة واعترف أن "الأجنبي، المهاجر المسلم تحول الى كبش فداء للتيارات الشعبوية، اليمين القومي المتطرف في فرنسا وفي مجموع أوروبا". وحول هذه النقطة، أوضح الوزير قلقه من "استطلاعات الرأي التي تبرز الرفض المتنامي للإسلام والارتفاع المستمر للشعبويين". وعمليا، تعتبر نتائج استطلاعات الرأي حول المسلمين مقلقة للغاية لأنها تبرز ارتفاع نسبة الرافضين من سنة الى أخرى لاسيما بعد وقوع عمليات إرهابية أو توظيف تيارات سياسية لبعض التقاليد مثل الحجاب واللحم الحلال في خطاباتهم بشكل يثير العنصرية والخوف من الآخر.

 

وبهذا يبرز الوزير الرفض المزدوج للمهاجر الناتج عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر منها القارة، حيث تحمله خطابات المتطرفين بل حتى أحزاب يمينية كلاسيكية ارتفاع البطالة، وفي الوقت ذاته الرفض المترتب عن عدم استيعاب الجتمع لتقاليد المهاجرين ومبالغة بعض هؤلاء في تقاليد وطنهم الأم وهذه تصريحات أول مسؤول أوروبي في دولة مركزية مثل فرنسا التي يحذر فيها من  ارتفاع معاداة المسلمين كمهاجرين والإسلام كديانة بعدما كان الأمر يقتصر فقط على الجمعيات الحقوقية وبعض استطلاعات الرأي ونشطاء المجتمع المدني وبعض وسائل الاعلام.

 

وفي ظرف وجيز جدا، انضاف عامل آخر ومقلق للغاية الى العوامل التي تهدد صورة المهاجر المسلم وسط المجتمع الأوروبي ويتعلق الأمر بما أصبح يعرف ب "الذئب الوحيد" في مجال الإرهاب. وكان مواطن فرنسي محمد مراح قد نفذ السنة الماضية عملية إرهابية ذهبت بأرواح سبعة فرنسيين، واعتبر الخبراء وقتها أن الأمر محدود. لكن خلال الأسبوع الماضي تكرر الأمر في كل من لندن بمقتل جندي على يد شابين ادعيا الإسلام ثم مهاجمة شخص يفترض أنه مغاربي الملامح جنديا فرنسا في باريس وضربه بالسكين وتبرز مختلف الكتابات الى القلق الذي يسيطر في بعض المجتمعات الأوروبية من بروز ظاهرة "الذئب الوحيد" والتي تخلف ردود فعل من طرف الحركات المعادية للهجرة. وتزخر شبكات التواصل الاجتماعي في مجموع أوروبا بدعوات متطرفين الى شن اعتداءات على المسلمين والمساجد.