تعتزم جامعة الدول العربية عرض عدد من العناصر التي توافقت عليها لحل الأزمة السورية على مجلس الأمن الدولي للمساهمة في إنجاح مؤتمر "جنيف 2"، بينما طرح الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب مبادرة تنص على تسليم الرئيس بشار الأسد كامل صلاحياته خلال عشرين يوما، وأن يغادر البلاد إلى أي بلد يرغب في استضافته وفي القاهرة قالت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا في ختام اجتماعها الطارئ أمس الخميس إنه تم الاتفاق على عناصر من شأنها أن تساهم في إنجاح المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية في جنيف المتوقع عقده في يونيو/حزيران المقبل.

 

وقالت اللجنة في بيان لها إنها طلبت من رئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عرض هذه العناصر على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي لكن البيان لم يشر إلى هذه العناصر وتتضمن وثيقة غير رسمية حول اجتماع اللجنة -حصلت الجزيرة على نسخة منها- الحفاظ على السلامة الإقليمية والنسيج الاجتماعي لسوريا. والحفاظ على هيكل الدولة والمؤسسات الوطنية.

 

كما نصت على تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة زمنية محددة، على أن تتمتع الحكومة الانتقالية بسلطة تنفيذية كاملة، بما في ذلك السيطرة على القوات المسلحة وتتضمن المرحلة الانتقالية -حسب الوثيقة- صياغة دستور وخلق توافق بشأن العملية السياسية. كما قالت إن هناك حاجة لقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.

 

اجتماع إسطنبول


وفي مدينة إسطنبول التركية حيث بدأت أمس اجتماعات الجمعية العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تقدم معاذ الخطيب بمبادرة في الاجتماع تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى قبول الانتقال السلمي للسلطة خلال عشرين يوما
كما تتضمن المبادرة مغادرة الأسد سوريا ومعه 500 شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم إلى أي بلد يرغب في استضافتهم، على ألا تقدم أي ضمانات قانونية للمغادرين لاختصاص الأمر بمجلس نواب شرعي متفق عليه بين السوريين.

 

وتدعو المبادرة إلى إطلاق جميع المعتقلين السياسيين من جميع السجون والمعتقلات فور قبول المبادرة وتحت إشراف دولي، وبأن تتخذ كل الإجراءات لعودة المهجّرين وحول برنامج الاجتماع قال المتحدث باسم الائتلاف لؤي الصافي إن الاجتماعات التي ستستمر ثلاثة أيام وستركز على وضع شروط رئيسية لبدء المحادثات المحتملة بين نظام الأسد والمعارضة السورية في جنيف الشهر المقبل.

 

ويناقش الاجتماع عددا من القضايا والملفات، يأتي في مقدمتها انتخاب رئيس جديد للائتلاف عقب استقالة معاذ الخطيب، حيث تبرز أسماء عدد من الشخصيات منهم وفق الأوساط المتابعة جورج صبرة الرئيس الحالي بالإنابة، ولؤي صافي وأحمد طعمة، فضلا عن توقعات بترشح الخطيب مجددا لرئاسة الائتلاف.

 

الموقف الأميركي


وفي إطار المواقف الدولية من الأزمة قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينيندز في مقابلة مع الجزيرة إن من بين أهداف مشروع القرار الذي تعتزم اللجنة طرحه على مجلسي الشيوخ والكونغرس بشأن سوريا منح الرئيس باراك أوباما صلاحيات كاملة لاتخاذ قرار تسليح القوى المعتدلة من المعارضة السورية، وفرض عقوبات على من يمد النظام السوري بالسلاح أو النفط.

 

وكانت اللجنة التشريعية قد مررت الثلاثاء الماضي مشروع القانون المسمى مشروع دعم انتقال السلطة في سوريا، ويتضمن منح الرئيس صلاحية تسليح "القوى المعتدلة" من المعارضة السورية.

ويتضمن أيضا فتح حساب خاص بالمرحلة الانتقالية بقيمة 250 مليون دولار للمساعدة في إدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة داخل سوريا وتزويد سكانها بالخدمات. كما يتضمن سن عقوبات ضد من يزود النظام السوري بالسلاح أو النفط.

 

ولم تكن الأزمة السورية غائبة عن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في القدس المحتلة، حيث قال كيري إن من شأن تزويد روسيا حليفتها سوريا بصواريخ أس 300 أن يزعزع الاستقرار في المنطقة وأضاف أن الولايات المتحدة "ستعالج هذه المسألة ليس فقط من منطلق حرصها على أمن إسرائيل، بل أيضا على أمن المنطقة برمتها".