أبدى الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وسيلتي إعلام أرجنتينيتين ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن بلاده وإن كان يشك بنتائجه وقال الأسد بمقابلة مطولة مع وكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية (تلما) وصحيفة كلاران "نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأميركي ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة.. ولكن لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلاً حلاً في سوريا.. لذلك هم ردوا مباشرة على الاجتماع الروسي الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريأ" في إشارة إلى رفض الدول الغربية مشاركة الأسد في هذا التفاوض مع المعارضة.

 

وأضاف الرئيس السوري وفق ما أوردته الوكالة السورية الرسمية (سانا) "نحن ندعم هذا المسعى ونرحب به ولكن علينا أن نكون واقعيين لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسيا وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي".

 

المعارضة المسلحة
وأعلن الأسد رفضه للحوار مع المعارضة المسلحة قائلا "قلنا منذ البداية أننا نحاور أي قوى في الداخل أو الخارج، لا توجد مشكلة شرط ألا تحمل سلاحا، لا تستطيع أن تحمل بندقية وتأتي إلى الحوار.. هذا هو الشرط الوحيد"
وكانت موسكو وواشنطن اتفقتا بداية مايو/أيار الحالي على تشجيع النظام السوري والمعارضة على إيجاد تسوية سياسية للنزاع والعمل على تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا "في أسرع وقت" وشدد الأسد على أن أي مؤتمر دولي حول سوريا لن ينجح إذا لم تتوقف القوى الداعمة لمن أسماهم الإرهابيين في سوريا عن دعمهم.

 

وقال وفق ما نقلت عنه سانا "الشعب السوري لديه تصور لمستقبل سوريا.. تأتي كل القوى إلى المؤتمر.. تتحاور وتقرر ما تراه مناسبا ابتداء من الدستور مرورا بالقوانين الجديدة وأي إجراءات لها علاقة بالنظام السياسي ومنها شكل النظام في سوريا سواء برلمانيا أو رئاسيا أو أي نظام آخر" وأضاف "الإرهاب هو موضوع مختلف تماما.. فلو اجتمعنا اليوم وكان مؤتمر الحوار ناجحاً هذا لا يعني توقف الإرهاب.. طالما هناك دول كقطر وتركيا وغيرهما ليست لها مصلحة في وقف العنف في سوريا لذلك بالنسبة لنا فإن الجانب الأساسي الذي يستطيع أي مؤتمر دولي المساهمة فيه بشكل جدي هو وقف إدخال الأموال والسلاح إلى سوريا ووقف إرسال الإرهابيين الذين يأتون بشكل أساسي عبر تركيا وبتمويل قطري مع بعض الدول الخليجية الأخرى ومنها السعودية على سبيل المثال".

 

دعم إسرائيلي


واتهم الأسد إسرائيل بدعم المعارضة المسلحة وقال "إسرائيل تدعم بشكل مباشر هذه المجموعات الإرهابية بطريقتين.. الطريقة الأولى هي تقديم الدعم اللوجستي لهذه القوى.. على الأقل هذا ما نراه بالأعين من خلال تقديم المساعدة للجرحى الإرهابيين على الجبهة السورية في الجولان.. الجانب الآخر.. هي ترسل لهم التوجيهات"
وعن مشاركة عناصر من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني في القتال إلى جانب قواته، قال الأسد "نحن لسنا بحاجة من يدافع عنا في سوريا لا من إيران ولا من حزب الله.. طبعاً العلاقة بيننا وبين حزب الله وإيران هي علاقات قديمة جداً ومعلنة وعمرها عشرات السنين.. وهناك تبادل خبرات في كل المجالات وهذا شيء معروف (...) هناك أشخاص من حزب الله وإيران موجودون في سوريا وهم منذ ما قبل الأزمة بسنوات طويلة يذهبون ويأتون إلى سوريا".

 

عشرات الآلاف

من جهة أخرى شكك الأسد في ما تعلنه المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان من سقوط عشرات الآلاف، ضحية النزاع السوري. وتساءل عن مدى "مصداقية هذه المصادر". واستنادا إلى المرصد السوري لحقوق الانسان فإن 94 ألف شخص قتلوا خلال عامي النزاع وأكد الرئيس السوري أنه لا يستطيع تقديم حصيلة لكنه اعترف بأن "آلاف السوريين قتلوا". وقال "حاليا لا نستطيع إعطاء رقم دقيق.. لكننا نعرف أن آلاف السوريين قتلوا.. طبعا هذا الرقم يتغير دائما".

 

وأضاف "لا نستطيع أن ننسى أن عددا من القتلى الذين نتحدث عنهم أجانب جاؤوا لقتل الشعب السوري" متهما "الإرهاب المحلي والإرهاب الذي جاء على الأثر من الخارج" ونفى  الأسد كذلك أن تكون قواته استخدمت أسلحة كيمياوية ضد المقاتلين المعارضين، كما استبعد الاستقالة ملمحا إلى إمكانية ترشحه لولاية رئاسية جديدة عام 2014.