رفضت فرنسا مشاركة إيران في مؤتمر دولي مقترح حول سوريا، في حين دعت الأمم المتحدة وروسيا إلى الإسراع بتنظيم المؤتمر، بينما تزايدت الانتقادات الأميركية لروسيا بشأن تسليم صواريخ للنظام السوري.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "نرفض أن تشارك إيران التي تمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي". ونبه المتحدث إلى أن عدوى الأزمة السورية تصيب المنطقة بأسرها، محذرا من مخاطر ذلك على الاستقرار الإقليمي في هذه الأثناء، وخلال محادثات عقدت بمدينة سوتشي جنوب روسيا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا بأسرع ما يمكن لحقن الدماء. كما حثّ بان السلطات السورية على السماح لخبراء الأمم المتحدة بدخول البلاد بهدف التثبت من اتهامات باستخدام السلاح الكيمياوي في المعارك مع المعارضة المسلحة.

 

بدوره، رأى لافروف أن من الضروري معرفة من سيشارك فيه من الجانب السوري في المؤتمر "وإلا فلن يحصل شيء". وأشار إلى أنه من الضروري أيضا الاتفاق على الدول التي ستشارك لكن لافروف قال إنه من المبكر جدا تحديد موعد لهذا المؤتمر الذي يمكن أن يعقد في جنيف على غرار ذلك الذي عقد في يونيو/حزيران الماضي يشار إلى أن روسيا ترى أنه يجب ألا يكون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطا مسبقا للحل السياسي، لكن معظم شخصيات المعارضة استبعدت إجراء محادثات ما لم يتم استبعاد الأسد ودائرته المقربة من أي حكومة انتقالية مستقبلية.

 

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن روسيا تطالب بدعوة إيران والسعودية إلى هذا المؤتمر. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أمس الأول الخميس أنها لا تستبعد أو تشترط وجود أي طرف في المؤتمر.

 

الصواريخ الروسية


على صعيد آخر في واشنطن، اعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي أن تسليم روسيا صواريخ إلى النظام السوري من شأنه أن يشجعه على مواصلة الحرب وتأجيج النزاع ووصف ديمبسي خلال مؤتمر صحفي تسليم الصواريخ بأنه قرار مؤسف، وقال في الوقت نفسه إن الولايات المتحدة لا تعتزم عرقلة تسليم موسكو شحنات الأسلحة إلى سوريا
وتمثل هذه التصريحات التأكيد الرسمي الأول من جانب الإدارة الأميركية على أن موسكو أرسلت صواريخ أرض جو إلى نظام الأسد. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد كشف عن تلك الشحنة من الصواريخ المزودة بأجهزة رادار قوية.

 

بدوره، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أن الولايات المتحدة ستواصل محادثاتها مع روسيا بشأن سوريا، قائلا إن البلدين لديهما مصلحة مشتركة في تفادي حصول حرب إقليمية لها تبعات مدمرة

وأشار هيغل إلى بقاء الأولوية للحل الدبلوماسي بالنسبة لواشنطن، إلا أنه قال إن الولايات المتحدة لم تتخل بالكامل عن القيام بعمل عسكري في مقابل ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يفهم كل الاحتجاجات على بيع أسلحة روسية لسوريا. وأضاف "نحن لا نخفي أننا نزود سوريا بأسلحة دفاعية بموجب عقود موقعة دون انتهاك الاتفاقيات الدولية".

 

وكانت روسيا قد أكدت بعد أيام من الهجمات الإسرائيلية على مواقع قرب دمشق أنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة على صفقة لتسليم سوريا أنظمة صواريخ أرض جو متطورة (إس 300) معادلة لنظام باتريوت الأميركي. وبحسب رويترز، فقد زار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو روسيا الثلاثاء الماضي لثني موسكو عن تسليم هذه الأسلحة لدمشق.

 

حظر الطيران


من ناحية أخرى، شدد رئيس الوزراء التركي
رجب طيب أردوغان على أن مجلس الأمن الدولي هو من سيقرر هل سيتم فرض منطقة حظر طيران في سوريا
كما رأى أردوغان في منتدى بمعهد بروكينغز في واشنطن أن الحظر الجوي يمكن أن يناقش في المؤتمر الدولي المزمع عقده بشأن سوريا، كما قال إن تركيا ستفعل كل ما هو ضروري من جهة ثانية، اعتبر أردوغان أن عملية سياسية في وجود الأسد لا يمكن أن تكون حلا "ولن تقبله المعارضة السورية على أي حال". وأعلن أنه يعتزم السفر إلى روسيا ودول خليجية بعد زيارته لواشنطن، وأنه يدعم مشاركة روسيا والصين في مؤتمر حول سوريا.