تشهد الحرب الأهلية السورية جرائم بشعة ترتكبها على حد سواء القوات النظامية وقوات الثورة وأساسا جبهة النصرة. وعمدت قناة الجزيرة الى الانحياز للثورة بتوفير دعم إعلامي لها طيلة سنتين، لكن هذا الدعم تلاشى وسقط فجأة بسبب شريط الفيديو الذي قدم مقاتلا مقربا من القاعدة يخلع وينهش قلب جندي نظامي في مشهد روع العالم وتبنت قناة الجزيرة منذ انفجار الثورة في سوريا الوقوف الى جانب الثورة ودعم تغيير النظام الدكتاتوري بزعامة بشار الأسد بنظام ديمقراطي. واستمر الدعم رغم بروز جهة النصرة ذات التوجه المتطرف المرتبط بتنظيم القاعدة وارتكابها لجرائم لا تقل عنفا عن القوات النظامية، وهي الجهبة التي دفعت عدد من الدول وخاصة الغربية الى التحفظ على ما يجري في سوريا وتحجيم الدعم للثورة.

 

وكل عملية تحليل  لمضمون الأخبار والبرامج التي تنجزها قناة الجزيرة حول الحرب في سوريا بشكل يومي، يبدو الهدف واضحا وهو السعي الى تشكيل رأي عام عربي ودولي متعاطف مع الثورة وضد القوات النظامية، رأي عام يتعرف على جرائم نظام بشار الأسد ويمتلك صورة مشرفة عن المقاتل الثوري لكن استراتيجية قناة الجزيرة في دعم الثورة وخاصة الإسلاميين منهم سقطت فجأة. ولا يعود الفضل في هذا الفشل الى استراتيجية الإعلام السوري الذي بدوره يمدد النظام ويقدم المقاتلين كإرهابيين ولا الى قنوات تعمد الى استراتيجية مضادة مثل قناة الميادين وقناة المنار وقناة العالم بل الى شريط فيديو ذو جودة ضعيفة للغاية ولكنه يقدم مضمونا أرعب الرأي العام العالمي.

 

يتعلق بالفيديو الذي انتشر بسرعة البرق في مختلف المواقع الإخبارية العالمية ويبرز مقاتل من جبهة النصرة وبالضبط من كتيبة الفاروق وهو يشق صدر جندي نظامي وينتزع قلبه ويبدو وكأنه ينهشه. ويرافق الفيديو مقال في مجلة التايم الأمريكية الواسعة الانتشار حيث يفتخر المقاتل الذي يسمى خالد الحمد بما قام به ويؤكد وجود شريط آخر حيث يقوم بتقطيع مواطن سوري يفترض أنه من الشبيحة.

ونشر أكثر من 20 ألف موقع إخباري بين وسائل الاعلام الدولية الكبرى وبين تلك المحلية المحدودة مقالا مفصلا عن الفيديو أو الشريط نفسه، ليكون ضمن أشرطة الفيدوي الإخبارية الأكثر مشاهدة في سنة 2013.

 

وبهذا يكون تأثير فيديو لا يتعدى ثوان وبجودة ضعيفة قد وجه ضربة للثوار السوريين حيث لم تعد تنفع معه استراتيجية الجزيرة. وكتبت الجريدة البريطانية ذي غارديان أن هذا الشريط يدفع عمليا الدول الغربية الى إعادة النظر  في تسليح المعارضة.