حذر تقرير جديد نشرته مجموعة التفكير الأميركية كارينغي أندومنت فور إنترناشيونال بيس٬ من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"٬ الذي نجح في التغلغل بمنطقة الساحل والصحراء٬ التي أصبحت "مجالا لعدم الاستقرار"٬ حيث أضحت هذه الجماعة المتطرفة ترتكز على "قاعدة المقاتلين والمجندين" وأشار التقرير الذي سينشر تحت عنوان "الصحاري المحفوفة بالمخاطر: عدم استقرار الصحراء"٬ إلى أن "هناك دلائل دامغة على وجود تواطؤ خطير بين المنظمات الإجرامية وتنظيم القاعدة ومخيمات تندوف".

 

وذكر بأن "وزير الشؤون الخارجية المالي كان قد أكد في فبراير/شباط وجود عناصر من البوليساريو ضمن الجماعات الإرهابية التي فرت من الجيش الفرنسي في مالي" وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا "يستفيد من حالة الإحباط والسخط التي يعاني منها شباب مخيمات تندوف٬ وكذا مالي وليبيا والنيجر وموريتانيا والجزائر"٬ معتبرا أن الأمر يتعلق بأحد العوامل التي تقوض الاستقرار والأمن في المنطقة.

 

وفي فصل حول قضية الصحراء٬ أكد أنور بوخارس أن "عدم تسوية هذا النزاع ستكون له انعكاسات سلبية على الأمن بالمنطقة٬ خصوصا بمخيمات تندوف٬ التي أصبحت مجالا خصبا لترويج وتهريب المخدرات والأسلحة" وأبرز التقرير وهو من توقيع فريديريك ويريي وأنور بوخارس٬ الخبيران في قضايا منطقة شمال إفريقيا٬ الانخراط واسع النطاق لتنظيم القاعدة وحلفائه في الأنشطة الإرهابية والتهريب بجميع أشكاله في منطقة الساحل والصحراء٬ بما في ذلك ليبيا ومالي وموريتانيا ومخيمات تندوف٬ جنوب غرب الجزائر٬ التي تم وصفها بالقنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في أي لحظة.

 

وأكد صاحبا هذا الكتاب٬ الذي سيتم تقديمه رسميا الأسبوع المقبل بواشنطن في إطار لقاء يحضره عدد من الخبراء٬ أنه "في الوقت الذي تركز فيه اهتمام المجموعة الدولية على الأحداث الخطيرة التي هزت تونس ومصر وليبيا في سياق الربيع العربي٬ شهدت دول المنطقة تحولات كانت لها آثار كبيرة على الأمن الإقليمي" وأضافا أنه على الرغم من "تجاهلها" من قبل صناع القرار والرأي٬ فإن دول منطقة الساحل والصحراء أدت "فاتورة سوء التدبير والحكامة السيئة والفساد والفقر المتوطن في سياق الانقسامات العرقية والاجتماعية٬ الأمر الذي فسح المجال أمام انتشار الجريمة عبر الوطنية والتطرف الإسلامي".

 

ولاحظا الكاتبان أن الهجمات الإرهابية٬ لاسيما تلك التي استهدفت السفير الاميركي في ليبيا٬ كريس ستيفنز٬ والتدخل العسكري الفرنسي في مالي٬ ثم عملية احتجاز الرهائن بالمجمع النفطي عين إمناس جنوب الجزائر٬ تؤكد "ظهور جبهة جديدة لمكافحة تنظيم القاعدة٬ تغطي مجالا جغرافيا يمتد من الصحراء إلى الصومال عبر شمال إفريقيا وإلى غاية سيناء" وخلص التقرير إلى أن "الدول الهشة التي توجد على حافة الإفلاس تشكل تهديدا للأمن الدولي٬ لأنها يمكن أن تصبح معسكرات للتدريب وقواعد خلفية لتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الموالية له".

 

 

بلقاسم الشايب للجزائر تايمز