يحتضن مقر وزارة التربية الوطنية يوم الاثنين 30 يناير 2012 لقاء وُصف بالغريب، يجمع وزير التربية الجديد محمد الوفا (وسط الصورة) بالمكتب الإقليمي لنقابة الجامعة الوطنية للتعليم بإقليم تاونات، على خلفية احتجاجاتها منذ مدة على مشاكل محلية تهم تدبير قطاع التعليم بتاونات.

وقال مسؤولون نقابيون إن خطوة الوزير الحديث العهد بقطاع التعليم تُعتبر ردّة على المنهجية التي كانت سائدة في معالجة ملفات رجال ونساء التعليم، وتجاوز واضح لهيآت محلية مخول لها النظر في المشاكل ذات الطبيعة المحلية، محذرين من وُقوع ما أسموه فتنة بين النقابات ستكون لها انعكاسات غير محمودة على قطاع التعليم.

وقال عبد العزيز ايوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) إنه تفاجأ بإقدام الوزير على استقبال مكتب نقابي إقليمي بسبب مشكل محلي يتعلق بالحركة المحلية، معتبرا أن ما سيقوم به الوزير تراجع على المركزية التي يتقدم فيها المغرب، وتوجه نحو مركزة حل المشاكل التعليمية، وأبدى ايوي في تصريح عن أسفه على خطوة الوفا التي قال أنها ستضرب سنوات من التأسيس لمنهجية نقابية معينة، مبرزا أن تصرف الوزير لن يفيد في حل المشاكل بل سيزيدها تعقيدا، ويؤدي إلى مزايدات وتوترات لا حاجة للمنظومة التربوية بها الآن.

من جهته أوضح محمد سحيمد الكاتب العام لنقابة الجامعة الحرة للتعليم التابعة للاتحاد العام للشغالين، أن عقد وزير التربية الوطنية لقاءات مع هيآت أو تنسيقيات غير النقابات الأكثر تمثيلية، يضرب في العمق التمثيلية التي حصلت عليها النقابات الخمس من خلال سنوات من النضال، مشيرا أن لقاء الوفا مع المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بتاونات إذا تم فإن نقابته ستعتبره استثاء خاصة إذا حضر اللقاء ممثلون عن المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم.

ورفض محمد الوفا وزير التربية الوطنية في اتصال هاتفي مع الموقع التعليق على منهجيته "الغريبة" في تناول مشاكل التعليم بإقليم تاونات، رغم ما أثير حولها من ردود فعل قد لا تتوقف عند البيانات ورسائل الاحتجاج.

يشار إلى أن المكاتب الإقليمية للجامعة الوطنية لموظفي التعليم (ا و ش م) والجامعة الحرة للتعليم (ا ع ش) والنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) بتاونات استنكرت على الوفا إجراء مكالمة هاتفية ليلية مع نقابة الجامعة الوطنية للتعليم بحضور النائب الإقليمي للتعليم بتاونات، عبّر فيها عن استعداده لمعالجة مشاكل القطاع بتاونات، معتبرة ما قام به الوفا منزلقا خطيرا، ومشددة على أنه كان على الوزير أن يعالج المشاكل "الحقيقية" التي يتخبط فيها الإقليم، والتي تستدعي حسب النقابات الثلاث فتح خطوط هاتفية "ساخنة" بين الوزير، وجميع المكونات النقابية بدل الاهتمام بملفات "مفبركة وهزيلة".

وطالبت النقابات الثلاث المشار إليها الوزير الوفا بالحضور إلى تاونات للإطلاع على الحقيقة أولا، وتقديم الدعم، والحلول المناسبة والحاسمة لهذه الملفات ثانيا، وذلك لرد الاعتبار إلى الشركاء "الفعليين والفاعلين الحقيقيين" في الشأن التعليمي بالإقليم.