اعتبرت جريدة "الشروق اليومي"، المقربة من النظام الجزائري إلى حدّ كبير، أنّ زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب "فضحت ازدواجية وتلاعب الفرنسيين بما يسمونه الصداقة مع الجزائر".. وجاء ذلك ضمن مادة نشرتها ذات الصحيفة بعنوان "هولاند يطعن الجزائر في المغرب!".

"الشروق"، وفي قراءتها لتنقل الرئيس الفرنسي صوب الرباط، قالت إنّ "فرانسوا هولاند وجّه رسائل مشفرة قرأتها اتفاقيات مع الجانب المغربي، وتصريحات تعطي الانطباع أن فرنسا صحّحت الخطيئة التي ارتكبتها بزيارة الجزائر قبل المغرب في دجنبر من السنة المنقضية، رغم أن رئيسها رفض الاعتراف والاعتذار عن الجرائم الاستعمارية".

"هلـّلت الصحافة المغربية ومعها الفرنسية، لحصاد الزيارة التي قادت هولاند إلى المغرب.. وبدا واضحا من التقييم الذي تهافت عليه البلدان، على لسان وسائل إعلامهما ومسؤوليهما، خاصة في ما يتعلق بملفات خطيرة كانت فرنسا قد التزمت ظاهريا بالمقاربة الجزائرية، لكن ما أعلنه هولاند في بعض المحاور، فضح المستور وكشف حربائية الفرنسيين وتبنيّهم لمنطق النفاق السياسي" تورد الصحيفة.

"الشروق الجزائرية" تطرقت لإشادة رئيس فرنسا بمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل لنزاع الصحراء، معتبرة أنّ ذلك "جاء هديّة لأمير المؤمنين"، مطلقة قراءتها للواقعة، بشكل يدلّ على استياء حكّام الجزائر، وهي تتحدّث عن "خديعة" باعتبار "هولاند لم يتطرق، خلال زيارته للجزائر، إلى قضية الصحراء الغربية بكل هذا التفصيل والدعم والفصاحة والولاء".

"هولاند قال بشأن العلاقات الفرنسية المغربية إن الماضي يوحدنا والحاضر والمستقبل يجمعنا، ولم يتردّد في التأكيد بأن زيارته للمغرب تأتي لإبلاغ رسالة بسيطة مفادها أن فرنسا تثق في المغرب، مذكرا بأن البلدين عرفا كيف ينسجان، عبر الزمن، علاقات صداقة بجودة نادرة إن لم تكن استثنائية.. وحتى إن استخدم هولاند عبارات جيّاشة خلال زيارته للجزائر، وحتى وإن استقبل استقبالا شعبيا، وحظي بما عرُف ببوسة الساسي، إلاّ أن خطاب الرئيس الفرنسي بالمغرب يؤكد، حسب استنتاجات أوساط متابعة للعلاقات الدولية، أن هولاند برع في التمثيل على الجزائر والاكتفاء بتقديم الوعود فقط، مقابل إفادة المغرب بحزمة اتفاقيات تجارية واقتصادية وسياسية، وهو ما يُثبت أن فرنسا هي فرنسا، في تعاطيها مع مستعمراتها القديمة، ولا معنى لتداول ميتران وشيراك وساركوزي وهولاند على كرسي الإليزيه" وفق تعبير "الشروق" دائما..

وزادت ذات المادّة: "قرأ خبراء اقتصاديون أن طبيعة الاتفاقيات النوعية التي وقّعها هولاند بالمغرب، مقارنة بما وقعه من وعد باتفاقيات في الجزائر، يعكس أن فرنسا هي شريك اقتصادي أول للمملكة المغربية".. أنتهَى الردّ الجزائري المستاء عبر "الشروق".