اعتبر الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، أمس الثلاثاء، في العاصمة الاسبانية مدريد، أن موقف المغرب واسبانيا بخصوص مشكل سبتة ومليلية "معروف بهذا الشأن"، مشيرا في ندوة نظمتها وكالة الأنباء الاسبانية "أوروبا بريس" إلى أنه "يتعين معالجة كل القضايا المطروحة عليهما في إطار الحوار ومعاهدة الصداقة وحسن الجوار التي تجمع المملكتين".

 

العمراني، الذي حلّ ضيفا على ندوة "أوربا بريس"، بحضور كبار المسؤولين الأسبان، في مقدمتهم وزيري الخارجية والدفاع، وكذا مدير المركز الوطني الإسباني للمخابرات، بالإضافة إلى نخبة من رجالات السياسة والدبلوماسية والإعلام٬ عاد لقضية الصحراء ليؤكد أن "حالة الجمود التي تعرفها القضية ليست فقط أمرا غير مقبول٬ بل تشكل تهديدا حقيقيا للمنطقة المغاربية ومناطق أخرى". مشيرا إلى "التزام المغرب بإيجاد حل سياسي وفقا للضوابط والمحددات التي وضعها مجلس الأمن، المبنية على الواقعية وروح التوافق"، ومشددا على "أهمية مبادرة الحكم الذاتي، والى ضرورة إجراء إحصاء لساكنة مخيمات تندوف".

 

وفيما يخص علاقة الرباط ومدريد أشار العمراني إلى أنهما "يتقاسمان نفس القيم والمصالح ويواجهان تحديات عدة، ويعملان باستمرار من أجل تقارب أفضل، وتعاون أوثق يشمل جميع المجالات٬ من مكافحة الإرهاب إلى التعاون الاقتصادي والمالي ثم المبادلات الإنسانية والثقافية"٬ مبرزا أن "الاجتماع العاشر من مستوى عال الذي احتضنته الرباط في أكتوبر الماضي وضع خارطة طريق طموحة".

 

وبخصوص موضع الهجرة الذي يؤرق مدريد بشكل كبير بعد تعدد الهجوم على السياج الذي يحمي مدينتي سبتة ومليلية مؤخرا من طرف المهاجرين الأفارقة، أشاد العمراني بـ"التعاون الجيد بين البلدين في هذا المجال٬ مشددا على أن محاربة الهجرة السرية تتطلب مقاربة شمولية والارتقاء بالتعاون والتضامن مع البلدان الأصلية٬ خصوصا أن المغرب قد تحول اليوم إلى وجهة للهجرة من إفريقيا جنوب الصحراء بعد أن كان بلد عبور"٬ ورغم هذا الإكراه يضيف العمراني "فالمغرب يدبر هذه القضية في إطار احترام حقوق الإنسان".