حاول قادة الربيع العربي تطمين النخبة العالمية في دافوس بأن صعود الاسلام السياسي لا يهدد الديمقراطية وناشدوهم المساعدة في خلق فرص العمل وتلبية تطلعات شعوبهم الي حياة أفضل.

واستضاف المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس سياسيين ونشطاء وقادة لقطاع الاعمال من الدول التي أطاحت بزعماء دكتاتوريين وأجرت انتخابات حرة في الاشهر الاثني عشر الماضية. وطالبوا من مضيفهم الصبر والتفهم والاستثمار.

وحاول رئيسا وزراء تونس والمغرب الجديدان -وكلاهما من حزب اسلامي- تبديد المخاوف الغربية بشأن صعود الاسلام السياسي في شمال افريقيا.

وقال حمادي الجبالي رئيس الوزراء التونسي "لا اعتقد انه يجب ان يطلق على النظام الجديد اسم الاسلام السياسي. علينا ان نكون حذرين في اختيار المصطلحات. لقد شهدنا انتخابات حرة ونزيهة قادت الى نشوء انظمة ديمقراطية."



وقبل 12 شهرا كان الحاضرون في دافوس يشاهدون بثا تلفزيونيا حيا للحشود التي تدفقت على ميدان التحرير في وسط القاهرة في زلزال سياسي لم يكن الكثيرون منهم يتوقعونه.

وحث مسؤولون ونشطاء عرب مسؤولي الشركات والمعلقين الغربيين الحاضرين على عدم شيطنة الحركات الاسلامية التي انتقلت من السجون الى البرلمان وأروقة السلطة في عام شهد تحولا مذهلا.

ووجه رئيس الوزراء المغربي عبد الاله بن كيران سؤالا الى رجال الاعمال الحاضرين قائلا "أريد ان أسأل رجال الاعمال في هذه الغرفة. هل عانيتم من فوز الاسلاميين.. لقد كنتم داعمين للديكتاتوريات".

واضاف قائلا "نحن منفتحون جدا. يمكننا ضمان مصالحكم واستثماراتكم بصورة أفضل من قبل .. مصالحنا متكاملة. نحن بحاجة الى هذه الاستثمارات ونسعى اليها."



وقال المسؤولون الذين يحاولون تلبية توقعات ضخمة للتنمية الاقتصادية وفرص العمل والتقدم الاجتماعي في الدول التي تعرضت لخسائر كبيرة خلال الاضطرابات ان نتائج الربيع العربي ستحتاج سنوات حتى تتحقق.

وقبل عام من الان اندلعت الاحتجاجات في مصر -أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان- وأطاحت بالرئيس حسني مبارك الذي يخضع للمحاكمة حاليا.

وأدت الاضطرابات في مصر الى ارتفاع البطالة واتساع عجز الميزانية والعجز في ميزان المدفوعات وهبوط الاحتياطيات الاجنبية. ويتوقع كثير من الخبراء الاقتصاديين انخفاضا وشيكا لقيمة العملة المصرية.

وقالت مصر يوم الخميس انها ستطلب قرضا بقيمة 500 مليون دولار من البنك الدولي وقرضا اخر بقيمة 500 مليون دولار من البنك الافريقي للتنمية للمساعدة في سد عجز الميزانية.

وقال أحمد هيكل الرئيس التنفيذي لشركة القلعة المصرية "الظروف الاقتصادية صعبة وستزداد صعوبة."

وأضاف أنه لديه "تفاؤل محدود" على الصعيد السياسي.

وفي حين توقف الاستثمار الاجنبي الجديد في مصر والدول المجاورة قال دينيس نالي رئيس مجلس ادارة برايس ووتر هاوس كوبرز ان الشركات الاجنبية لم تنسحب بشكل مفاجي كما كان يمكن أن تفعل في السابق وهو ما يوضح أهمية الاسواق الناشئة اليوم.

وأضاف قائلا "لو حدث الربيع العربي قبل خمسة أو ثمانية أعوام لرأينا معظم الشركات العاملة في ذلك الجزء من العالم تنسحب من الشرق الاوسط."



وقال مصطفى كمال النابلي محافظ البنك المركزي التونسي ان تكلفة التحول السياسي على حكومات ما بعد الثورة أكبر من المتوقع بكثير.

وأضاف أن وعود المساعدة المالية السخية من المجتمع الدولي ولاسيما من مجموعة الثماني لم تتحقق حتى الان.

ومما يزيد الامور سوءا أن التعافي الاقتصادي تأثر سلبا بالاوضاع الاقتصادية العالمية ولاسيما أزمة ديون منطقة اليورو.