بعد طرح المبعوث الموفد الدولي لسوريا الأخضر الابراهيمي الخيارات الموجودة أمام سوريا للخروج من الأزمة المستمرة هناك، عثر مساء الأحد على عشرات الجثث التي تحمل آثار تعذيب وتشويه في شمال دمشق عثر مساء الأحد على عشرات الجثث التي تحمل آثار تعذيب وتشويه في حي برزة في شمال دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون وقال المرصد في بريد الكتروني "عثر على عشرات الجثث المجهولة الهوية في حي برزة البلد في منطقة الانشاءات العسكرية وعليها آثار تعذيب ولم يتم التعرف عليهم حتى اللحظة" وقال الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها ان عدد الجثث يقارب الخمسين، وانها "مقطوعة الرؤوس ومنكل باصحابها للغاية لدرجة انه لم يتم التعرف عليهم".


واتهمت الهيئة ميليشيات "الشبيحة" الموالية للنظام ب"اعدامهم ميدانيا" ويصعب التحقق من صحة هذه المعلومات في ظل اعمال العنف الجارية في سوريا وقتل 126 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاحد، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا. والقتلى هم 55 مدنيا و32 مقاتلا معارضا و39 عنصرا من قوات النظام تستمر العمليات العسكرية في سوريا بوتيرة تصعيدية مع محاولات لقوات النظام والمعارضة المسلحة تحقيق نقاط على الارض، في وقت لم تنجح التحركات الدبلوماسية المكثفة التي شهدتها موسكو خلال الايام الماضية في فتح كوة في الازمة المستمرة منذ 21 شهرا.

 

أكد الجيش السوري، في بيان صدر عنه، الأحد، أن قواته، تواصل عملياتها "في التصدي للعصابات الإرهابية المسلحة ووضع حد لأعمالها الإجرامية بحق الوطن"، بالتزامن مع سقوط 143 قتيلاً،  على الأقل، بينهم عشرة أطفال، بنيرانه بأنحاء البلاد ولفتت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، في البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية - سانا - إلى أنها: " تثبت يوما بعد يوم جهوزيتها العالية وقدرتها على ردع قوى الشر والإرهاب وإحباط مخططاتهم الرامية إلى تقويض القدرات الدفاعية لقواتنا المسلحة خدمة لمصالح الكيان الصهيوني" وتابعت:" إنه في حلب قامت صباح الأحد مجموعات إرهابية مسلحة من عناصر جبهة النصرة ومرتزقة الناتو بمحاولة اقتحام إحدى كتائب دفاعنا الجوي في موقع تل حاصل بمنطقة السفيرة في حلب مستخدمة الصواريخ ومدافع الهاون والرشاشات فتصدت لها وحدة من قواتنا المسلحة الباسلة."

 

وأضافت:" وحدات من جيشنا الباسل تتابع تطهير محيط مطار حلب الدولي واشتبكت مع المجموعات الإرهابية المسلحة وتمكنت من قتل وجرح عدد كبير من الإرهابيين وصادرت كمية من الأسلحة والذخائر" كما أحكمت القوات السورية سيطرتها على بلدة مورك والطريق الدولي، و"طهرت" حي ديربعلبة في مدينة حمص من فلول "العصابات الإرهابية المسلحة"، فيما تواصل في داريا بريف دمشق عملياتها لـ"تطهير المدينة من رجس ما تبقى من العصابات الإرهابية المسلحة وتدمر مقرا لقيادتهم"، طبقاً لسانا واختتم البيان بأن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة:" إنها إذ ترى أن هذه الأعمال الإرهابية لا تخدم إلا مصالح الكيان الصهيوني والمشروع الأميركي الذي يهدف إلى تفتيت هذه المنطقة ونهب خيراتها."

 

ورغم عدم بروز اي افق للحل نتيجة المحادثات التي اجراها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في روسيا خلال اليومين الماضيين وقبلها في دمشق مع الرئيس بشار الاسد، فقد اعلن موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية من القاهرة الاحد ان لديه "مقترحا للحل" قد يحظى بموافقة الجميع واعتبر الإبراهيمي، أن الأزمة السورية أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التوصل إلى حل سياسي يرضي طموحات الشعب السوري، وإما مواجهة الجحيم، الذي قد يؤدي بحياة مئات الآلاف وقال المبعوث الدولي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في العاصمة المصرية القاهرة الأحد، إن الوضع في سوريا سيئ جداً ويتفاقم، وإنه إذا كان الصراع في سوريا قد أدى إلى الآن، إلى مقتل 50 ألفاً، فإن استمرار الصراع لمدة عامين قادمين، سيؤدى إلى مقتل 200 ألف آخرين.

وأضاف الإبراهيمي أن الأرقام تشير إلى حجم المأساة، حيث يوجد حالياً مليوني نازح إلى دول الجوار، ومليونين آخرين داخل سوريا، يعيشون أوضاعاً إنسانية سيئة، من نقص دواء وطعام وتدفئة، وحذر من أن استمرار نزوح اللاجئين، قد يهدد أمن الدول المجاورة، خاصةً لبنان والأردن وأكد الدبلوماسي الجزائري المخضرم أن الأزمة السورية أصبحت أمام حلين لا ثالث لهما، وهما إما حل سياسي يرضي الشعب السوري وطموحاته وحقوقه المشروعة، وإما أن تتحول سوريا إلى "جحيم"، وتابع موضحاً أن "الأزمة السورية أصبحت إما أمام حل سياسي، أو انهيار كامل للدولة السورية" ولفت الإبراهيمي، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الحكومي، إلى أن الحل السياسي يحظى يتوافق إقليمي ودولي من قبل معظم دول المنطقة، ودول مجلس الأمن الدولي.