قال جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إن تنظيم القاعدة عزز مواقعه في اليمن، ورأى أن الحكومة اليمنية تواجه تحديا كبيرا يتمثل في إعادة فرض سلطتها على مناطق عدة قال إنها تقع خارج سيطرتها تماما في الوقت الراهن.

ووصف المبعوث الأممي الوضع في اليمن بأنه مثير للقلق، مؤكدا في الوقت ذاته تصميم الأمم المتحدة على تقديم المساعدة، بما في ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في الحادي والعشرين من الشهر المقبل.

وفي تطور ميداني هام، انتشرت قوات الحرس الجمهوري في مدينة رداع اليمنية بعدما سيطر عليها مسلحون الأسبوع الماضي، وقال رجال قبائل إن المسلحين انسحبوا من المدينة صباح أمس بعد تسوية بشأن مطالبهم، في حين أكدت مصادر أمنية أن الانسحاب جاء بعد أن هدد الجيش باقتحام المدينة.

ووفقا لرواية المصدر الأمني فإن قوات الجيش كانت قد أمهلت عناصر القاعدة التي يقودها طارق الذهب حتى منتصف ليلة الأربعاء، مشيرا إلى أن القوات العسكرية عززت وجودها في محيط رداع بأرتال من الدبابات والآليات العسكرية وناقلات الجند، استعدادا لشن الهجوم على مقاتلي القاعدة الذين أعلنوا بعد أيام من احتلال البلدة إقامة "إمارة إسلامية".

وحسب المصدر، فإن عناصر القاعدة أخلوا المدينة بعد أن شعروا بجدية تهديد الجيش، خصوصا أنهم حوصروا من منطقة العامرية المكشوفة تماما للجيش.

رواية القبائل
غير أن شيوخا قبليين وشهود عيان أكدوا أن مقاتلي القاعدة أخلوا المدينة إثر وساطة قبلية.

وحسب أحد الوسطاء فإن المفاوضات التي قادها الشيخ حاشد القوصي والشيخ عبد الكريم المقدشي -بالتعاون مع ممثلي مديريات رداع السبع- أدت إلى اتفاق يقضي بخروج طارق الذهب وجماعته من المدينة وتحقيق مطالبه، وذلك بإطلاق سراح المعتقلين في سجون المخابرات. وأكد أن "الذهب غادر رداع إلى مقر إقامته التي تبعد 30 كلم عن المدينة".

وأطلق سكان مدينة رداع الأعيرة النارية في الهواء، وخرجوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بخروج عناصر القاعدة من مدينتهم وفق سكان في المدينة.

وطارق الذهب الذي سيطر على المدينة لمدة 11 يوماً، هو صهر القيادي في تنظيم القاعدة باليمن أنور العولقي، الذي قتل أواخر سبتمبر/أيلول الماضي في غارة جوية استهدفته بمنطقة نائية بمحافظة الجوف الشرقية.