اعلن الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة الى الصحراء المغربية كريستوفر روس الاربعاء انه وضع حدا لسلسلة من المفاوضات غير الرسمية نظمتها الامم المتحدة بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ 2009 وبعد ان اعتبر ان هذا الملف ما زال "مقلقا جدا"، قال روس ان "عقد جولة جديدة من المحادثات غير الرسمية لم تساهم في البحث عن حل" واضاف في ختام مشاورات اجراها في مجلس الامن حول هذا الملف "اجرينا تسع جلسات منذ اب/اغسطس 2009 من دون نتائج".

واوضح انه سيجري مشاورات مع الدول المعنية مباشرة و"سيبدأ فترة دبلوماسية متنقلة مع الاطراف المعنية ومع الدول المجاورة" خلال زيارات الى المنطقة بما فيها الصحراء الغربية واضاف "امل ان تؤدي هذه النشاطات الى تنظيم لقاءات مباشرة جديدة بين الاطراف المعنية" كما صرح مباشرة أن مسألة حقوق الانسان لا تدخل في المهام الموكولة له من خلال قرارات مجلس الأمن وأضاف أن دوره يتلخص في القيام بمهام الوساطة من أجل الوصول إلى حل سياسي عادل و دائم مقبول من الطرفين يكفل لشعب الصحراء الغربية الحق في تقرير المصير كما أقر كريستوفر روس بأن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء الألماني وولفغانغ فايسبورد رئيس بعثة المينورسو قد أكد لأعضاء مجلس الأمن أنه ليست هناك أية قيود على حرية تنقل أعضاء بعثة المينورسو و أن المشكلة الأخرى المرتبطة بالتواصل مع الساكنة هي قيد الدراسة مع الطرفين ، و بالتالي يكون الممثل الخاص قد دحض الافتراءات التي حملها تقرير روس أبريل الماضي و الذي كان سببا وراء سحب المغرب لثقته منه .

وقال روس ايضا ان ترك هذا النزاع "يتفاقم" هو خيار محفوف بالخطر "لان المنطقة مهددة بعناصر متطرفة وارهابية واجرامية تعمل في الساحل" المجاور واوضح ان "الاطراف المعنية والدول المجاورة وكذلك اعضاء مجلس الامن رحبت بهذه المقاربة واعربت عن استعدادها للعمل معي خلال الاشهر المقبلة" مشيرا الى انهاء الجدل بين الامم المتحدة والمغرب وتقوم المقاربة الجديدة التي اقترحها روس على "الدبلوماسية المكوكية" العادية في المنطقة، من خلال تنظيم رحلات مكوكية بين أطراف النزاع والعواصم المؤثرة فيه، على غرار الجولات المكوكية التي سبق لدبلوماسيين أميركيين أن نهجوها في قضية الشرق الأوسط.

وتقول مصادر مقربة من كريستوفر روس أنه يسعى من خلال انتهاج هذه المقاربة الجديدة إلى إيجاد وسيلة للوصول إلى المفاوضات المباشرة بسرعة بدلا من التمسك فقط بالمحادثات غير الرسمية بعد تسع جولات كبيسة لم تنتج أي شيء ملموس على أرض الواقع وحسب نفس المصادر فإن الوسيط الأممي، الذي قدم الاربعاء تقريرا مفصلا عن جولته الأخيرة إلى المنطقة في جلسة مغلقة أمام مجلس الأمن، أشار إلى الحاجة إلى اتباع مقاربة جديدة لتنظيم "الدبلوماسية المكوكية "، بما في ذلك الزيارات والمشاورات المنتظمة في المنطقة (المغرب والجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف).