أكد عبد الفتاح الفاتحي الباحث المتخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية أن إنذار طبول الحرب في دولة مالي ستتسبب في موت العديد من الشباب الصحراوي المتأثر بالايديولوجيا القتالية التي أذكتها فيهم جبهة البوليساريو، حتى أن قيادة الجماعات الاسلامية في الساحل الافريقي تتوقع حربا ضروسا ضد القوات العسكرية لدول الإيكواس المقبلة، يشارك فيها بفعالية شبان من مخيمات تندوف لهم دربة عسكرية وقتالية متينة وتابع المختص في قضايا الصحراء في تصريح للموقع القول بأن هذه الحيثيات تجعل من مخيمات تندوف فضاءا يسند الجماعات الإسلامية بالكوادر الصحراوية المؤهلة العسكرية التي تشكل اليوم وقودا لحرب وشيكة شمال مالي بين القوات الدولية والجماعات الاسلامية المسلحة.

 

وأضاف المتحدث أن هذه الحرب تأتي بعد عملية استقطاب قوية عاش على وقعها الشباب الصحراوي، حيث ساعد فيها واقع حالة اليأس في مخيمات تندوف، لاعتبارات عدة، منها فقدان الثقة في القيادة السياسية لجبهة البوليساريو، التي تصر بمواقفها الراديكالية على السير بالمفاوضات حول الصحراء نحو النفق المسدود وتابع بالقول: إن واقعا أمنيا كهذا يطرح اشكالات أمنية عميقة على الأمن الاستراتيجي المغربي والدولي، بسبب الشحن الإيديولوجي للبوليساريو ونظرا لعملية التحشيد التي تقوم به الجماعات الإسلامية تهيأ لحرب وشيكة، تبقى لمخيمات تندوف تداعيات أمنية خطيرة على الأمن الإقليمي المغاربي وفي منطقة الساحل والافريقي.

 

وأوضح الفاتحي أن نزيف فرار الشباب الصحراوي من المخيمات نحو الجماعات الإسلامية المسلحة تسبب فيه الحصار والانتهاكات الانسانية داخل مخيمات تندوف؛ فضلا إلى حدة القلق الوجداني واللا استقرار النفسي والاجتماعي، الذي يعيشه الشباب الصحراوي نتيجة العوز المادي وانعدام فرص العمل وضيق الافق السياسي لجبهة البوليساريو تجاه قضية الصحراء ويرجع الخبير المغربي ارتفاع مردودية عملية استقطاب الجماعات الإسلامية المسلحة إلى كون خطابها المتطرف يلقى قبولا وتأييدا قويا داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية بالمخيمات كالمساجد والمدارس والتجمعات العائلية الصحراوية، ويروج له أئمة وخطباء مساجد وخريجي جامعات ومعاهد عليا.

 

وأكد الفاتحي أن توافد شباب مخيمات تندوف بوصول إلى مراكز قيادية داخل الجماعات الاسلامية المسلحة بالصحراء الإفريقية، سيزداد إسوة بالشاب الصحراوي الملقب بـ"عدنان أبو الوليد"، والذي يمثل حاليا الناطق الرسمي لما يطلق عليها "جماعة التوحيد والجهاد". بعدما كان يشغل بمخيمات تندوف إطارا لـ"منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب" بدائرة الحكونية ولاية العيون.

مبارك بدري