قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن الدول العربية قررت رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن بموقف موحد ما عدا دولة واحدة -لم يسمها- تحفظت على هذا الموقف. في حين وافقت الحكومة السورية أمس الثلاثاء على تمديد مهمة المراقبين العرب شهرا إضافيا.

وأضاف حمد بن جاسم في اتصال مع الجزيرة مساء الثلاثاء أن موقف الدول العربية الموحد هو عرض كل القرارات التي صدرت من الجامعة العربية بخصوص سوريا إضافة إلى المبادرة العربية الأخيرة على مجلس الأمن لكي يتبناها.

وشدد حمد بن جاسم على أن الجامعة العربية لم تطلب تدخلا عسكريا في سوريا، وإنما تدعو مجلس الأمن والأمم المتحدة لإقرار وتدعيم القرارات العربية.

وبخصوص موقف كل من إيران وروسيا قال حمد بن جاسم "يربطنا بإيران تاريخ وعلاقات" متمنيا أن يكون تدخلها لمصلحة الشعب السوري. وأضاف أن قرارات دولة روسيا محترمة وهي تعلم أنها طلبت تدخلا عربيا، وتمنى كذلك أن تتماشى رغبات روسيا مع رغبات العالم العربي.

تمديد وانسحاب
وفي سياق متصل، وافقت الحكومة السورية أمس الثلاثاء على تمديد مهمة المراقبين العرب شهرا إضافيا، تلبية لطلب جامعة الدول العربية. وجاء ذلك بعد وقت قصير من قرار دول مجلس التعاون الخليجي سحب مراقبيها من البعثة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) -أن وزير خارجية سوريا وليد المعلم وجه رسالة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالموافقة على تمديد عمل البعثة من 24 يناير/كانون الثاني إلى 23 فبراير/شباط القادم.

وقال أحمد بن حلي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في وقت سابق إن نبيل العربي طلب من السلطات السورية الموافقة على التمديد للبعثة، وأكد أنها لا تزال تقوم بمهامها إلى أن يصل رد نهائي من دمشق.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع مندوب قطر السفير صالح عبد الله البوعينين عقب الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، أكد بن حلي أنه إن كان رد دمشق إيجابيا فستعزز الجامعة بعثتهاَ بمراقبين إضافيين من دول عربية أبدت استعدادها لتعويض النقص الناجم عن قرار دول الخليج سحب مراقبيها.

لا مخاوف
وكشف الأمين العام المساعد للجامعة العربية أن 110 مراقبين لا يزالون في سوريا بعد انسحاب 55 مراقبا من دول الخليج العربية، وأكد أن دول الخليج ستواصل توفير الدعم المالي واللوجستي للمراقبين رغم سحب مراقبيها.

من جهة أخرى اعتبر بن حلي أن قرار إرسال مراقبين لسوريا أو سحبهم  هو قرار سيادي لكل دولة عربية، مشيرا إلى أن البروتوكول الموقع بين سوريا والجامعة العربية يسمح بالاستعانة بمراقبين من دول إسلامية ودول صديقة، "ولكننا قادرون على تعويض نقص المراقبين في الوقت الحالي من الدول العربية".

من جانبه قلل مندوب قطر من أي مخاوف قد تترتب على قرار سحب دول الخليج مراقبيها من سوريا، قائلا "إن هذا لا يمنع أننا مستمرون في دعم البعثة ماديا ولوجستيا".

هجوم المعلم
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد شن هجوما على وزراء الخارجية العرب، وقال إنهم التفوا على تقرير بعثة المراقبين, واتهمهم بمحاولة رسم مستقبل سوريا بعيدا عن الشعب السوري.

وندد المعلم في مؤتمر صحفي بالمبادرة العربية وقال إنها تدعو لتدويل القضية السورية. كما ذكر أن الجامعة العربية لم تناقش تقرير بعثة المراقبين العرب، "واتخذت قرارا تعلم أن دمشق لن تقبله".

وأعرب عن سعادته لأن الجامعة العربية قررت تجميد عضوية سوريا، قائلا "لن نكون شهود زور على ما يمرر من قرارات لبعض الدول الخليجية".

وتطرق المعلم إلى الإصلاحات وقال إن حزمة الإصلاحات مستمرة حسب الجدول الزمني، "وسيكون هناك استفتاء وحكومة موسعة وانتخابات بعد وضع قانون للأحزاب". وذكر أن الدستور الجديد سيكون جاهزا خلال أسبوع أو أكثر قليلا وسيعرض على الاستفتاء الشعبي.

تصريحات روسية
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس الثلاثاء على ثبات موقف موسكو حول ضرورة حل الأزمة السورية بطرق سياسية من دون أي تدخل خارجي، واحترام سيادة سوريا.

ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بيان صادر عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف عقب لقائه جيفري فيلتمان نائب وزيرة الخارجية الأميركية في موسكو، إنه أكد ثبات المواقف الروسية حول ضرورة حل الأزمة السورية بطرق سياسية ودبلوماسية عبر حوار وطني شامل، دون أي تدخل خارجي، مع احترام سيادة سوريا.

إلى ذلك، التقى بوغدانوف اليوم أيضا فريدون سينيرلي أوغلو النائب الأول لوزير الخارجية التركي، وأكد له دعم موسكو لجهود الجامعة العربية الرامية إلى حل الأزمة السورية الداخلية، مشيدا بقرار الجامعة بتمديد تفويض بعثة مراقبيها في سوريا.

وأفادت الخارجية الروسية في بيان لها بأن الطرفين الروسي والتركي أكدا تقارب مواقفهما حيال الملف الفلسطيني الإسرائيلي.