قال مسؤول أميركي رفيع أمس الثلاثاء إن بلاده تخشى احتمال حدوث مجاعة واسعة النطاق في ولايتيْ جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين المضطربتين، وإنها تضاعف الضغوط على الخرطوم لقبول مساعدات، وإلا فستتم عملية الإغاثة دون موافقتها.

وقال برينستون لايمان المبعوث الخاص لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السودان للصحفيين "نواجه ضغطا كبيرا لبحث سبل نقل المساعدات عبر الحدود دون موافقتهم إذا لم يفتح الباب لتدخل دولي".

وأشار لايمان إلى تقارير خبراء جاء فيها أن الأزمة المتفاقمة التي أدت بالفعل إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من ديارهم، ويمكن أن يتسع نطاقها ليصبح أكثر من ربع مليون شخص على حافة مجاعة بحلول شهر مارس/آذار، وأضاف أنه "قد تكون هذه كارثة كبيرة جدا".

وشدد لايمان على عدم صدور قرار بعدُ بخصوص إرسال مساعدات غذائية أميركية، وقال إن أي محاولة لتوصيل مساعدات دون موافقة الخرطوم ستواجه مخاطر.

وأضاف "نعلم أن الحكومة ستعارض ذلك، إذا كنا نريد أن نفعل شيئا قبل مارس/آذار وبحث نقل مواد غذائية وما إلى ذلك فالأمر يستغرق وقتا طويلا، لذا فإن لم يحل اجتماع الاتحاد الأفريقي هذه المشكلة بحلول نهاية يناير/كانون الثاني فسنصبح في موقف خطير".

وقال مسؤولون أميركيون إنه من المنتظر أن يزور بيل بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية جنوب السودان الأسبوع المقبل ضمن جولة في أفريقيا، قبل أن يتوجه إلى إثيوبيا لحضور قمة الاتحاد الأفريقي التي ستعقد يوميْ 29 و30 يناير/كانون الثاني، حيث يتوقع أن يمارس ضغطا لإحداث رد فعل إقليمي أقوى على أزمة الغذاء في السودان.

ومن جهتهم، قال خبراء إن خيارات الولايات المتحدة ستكون محدودة إذا أصرت الخرطوم على الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات، وعبروا عن مخاوفهم من احتمال أن ترد الخرطوم باستهداف عمليات الإغاثة الجارية في منطقة دارفور بغرب السودان.

وقال محلل في إحدى منظمات الإغاثة إن "عمليات الإسقاط الجوي غير قابلة للاستمرار لأن نسبة الكلفة إلى الحجم ستكون مرتفعة". وأضاف أنه "ربما تكون لديهم فكرة عما يريدون أن يفعلوه ولا يُطلعون عليها أحدا، لكن المؤكد أن المنظمات غير الحكومية العاملة ليست لديها صورة واضحة عن الخطة".

وأعلن السودان في مطلع هذا الأسبوع أنه مستمر في عدم السماح إلا بدخول محدود لوكالات الأمم لمتحدة وجماعات الإغاثة في الولايتين الحدوديتين، حيث تحارب القوات الحكومية متمردين منذ يونيو/حزيران العام الماضي قبل قليل من إعلان جنوب السودان انفصاله في إطار اتفاقية سلام أبرمت عام 2005.

وتتاخم الولايتان حدود جنوب السودان، ويعيش فيهما عشرات الآلاف من المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم ضمن صفوف جيش الجنوب خلال الحرب الأهلية، وتتهم الخرطوم جوبا بمساندة المتمردين، لكن جنوب السودان ينفي ذلك.