سيطرت أجواء الاستعداد للذكرى الأولى لثورة 25 يناير/كانون الثاني على ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، والذي كان القلب النابض للثورة التي انطلقت قبل عام، ونجحت في إجبار الرئيس السابق حسني مبارك، على التخلي عن السلطة في 11 فبراير/شباط الماضي.

وتوافد مئات الشباب على الميدان منذ نهار أمس الثلاثاء، ثم تزايدت أعداد الوافدين لتصبح بالآلاف مع حلول المساء، واستمرت في التزايد رغم الأمطار التي هطلت على القاهرة وساعدت في تذكير الكثيرين بأجواء الثورة.

وكانت الغلبة في ساعات النهار للشباب المنتمي لائتلافات شباب الثورة خصوصا حركة شباب 6 أبريل، حيث بدؤوا في إعداد اللافتات ركزت خصوصا على أن الكثير مما قامت الثورة من أجله لم يتحقق بعد، مع المطالبة بسرعة تخلي المجلس العسكري عن السلطة وتسليمها للمدنيين.

وفي المساء توافد الآلاف من شباب من جماعة الإخوان المسلمين إلى الميدان وبدؤوا في تجهيز منصة خاصة بهم، وسط حالة من الشد والجذب، خاصة أن شباب الثورة يقولون إنهم يستعدون لثورة ثانية، في حين يقول شباب الإخوان إنهم جاؤوا من أجل الاحتفال بذكرى الثورة.

أسباب المشاركة
وكان القيادي بحزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، محمد البلتاجي قد عبر في وقت سابق عن موقف الجماعة والحزب، من الاحتشاد في ميدان التحرير، وعزا المشاركة إلى أربعة أسباب هي الاعتزاز بالتاريخ والاحتفاء بإنجازات الثورة والوفاء للشهداء إضافة إلى الدعوة لتحقيق بقية مطالب الثورة.

وقال البلتاجي إن الثورة حققت إنجازات كثيرة، مشيرا إلى تنحية وإقالة رموز النظام السابق، وحل وتفكيك بعض مؤسساته، وانتخاب برلمان حر يتولى استكمال مسيرة الثورة وتحقيق مطالبها.

وأضاف أنه سيشارك في ذكرى الثورة من أجل استكمال المطالب التي لم تتحقق، وعلى رأسها نقل السلطة للمدنيين عبر انتخابات الرئاسة مع الإصرار على عدم وجود أي وصاية على البرلمان والرئيس المنتخبين.

من ناحية ثانية، قالت عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل إنجي حمدي إن الحركة بدأت منذ عدة أيام حملة مكثفة تدعو للمشاركة في فعاليات 25 يناير/كانون الثاني، حيث وزعت ما يزيد على 750 ألف منشور، وذلك من أجل مطلب واحد هو عودة الجيش لثكناته وتسليم السلطة إلى مجلس الشعب المنتخب.

وأكدت إنجي في تصريحات للجزيرة نت رغبة الحركة في استكمال الثورة بطابعها السلمي، وحملت المجلس العسكري والحكومة مسؤولية أي أعمال عنف قد تحدث ضد المتظاهرين السلميين، كما ناشدت الجيش القيام بواجبه في حماية المتظاهرين والممتلكات العامة.

القوى السياسية
في السياق، أصدر ما يزيد على عشرين حزبا وقوى ثورية بيانا طالبوا فيه بسرعة تسليم السلطة إلى سلطة مدنية شرعية تتولى الإشراف على وضع الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية، مع رفض منح المؤسسة العسكرية أي صلاحيات أو ميزات استثنائية.

واعتبر البيان الذي تلاه عضو ائتلاف شباب الثورة، شادي الغزالي حرب، أن الثورة قامت من أجل ثلاثة أهداف هي الخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولم يتحقق شيء من هذه الأهداف، فضلا عن عدم القصاص لشهداء ومصابي الثورة والاكتفاء بمحاكمة "هزلية" حيث وصل الأمر إلى درجة مطالبة محامي مبارك بعودته مرة أخرى إلى منصب الرئاسة.

من جانبهم، أكد المرشحون المحتملون للرئاسة مشاركتهم في هذا اليوم، حيث قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إنه يدعو للاحتشاد بميدان التحرير من أجل استكمال تحقيق أهداف الثورة، في حين قال حمدين صباحي إنه سيشارك في مسيرة تبدأ من منطقة شبرا وتتجه نحو ميدان التحرير، وقال السفير عبد الله الأشعل إنه سيتجه للميدان منذ صباح الأربعاء لكنه يرفض الاعتصام لتجنب الصدام بين الشعب والجيش.

ولن تقتصر فعاليات ذكرى ثورة 25 يناير على العاصمة، حيث تجري استعدادات في العديد من المحافظات لتنظيم تظاهرات ومسيرات خصوصا في السويس التي كانت من أنشط المدن المصرية أثناء الثورة، وعلمت الجزيرة نت أن الشيخ حافظ سلامة سيقود مسيرة من أسر الشهداء وممثلي القوى السياسية تتجه من مسجد الشهداء إلى ميدان الأربعين حيث ستجرى محاكمة شعبية لقتلة الثوار.